مدخل: عن سهل ابن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( (إن هذا الخير خزائن ولتلك الخزائن مفاتيح فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير مغلاقًا للشر وويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير) )
مقصد: لا شك أن الكثير من الناس ذكورًا وإناثا كثيرًا ما يتمنى أن يكون ممن يشرف بخدمة الدين. . بأي سبيل يوصل إلى الهدف النبيل. . إذ أنه استشعر قول الله تعالى {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
من تلك السبل المؤدية إلى بحر الدعوة إلى الله باب خدمة الدين بهبة العقل. . وأعني فيه جوابًا للتساؤل الذي عنونت له في مقالتي ( (كيف أترجم الفكرة الدعوية إلى واقع؟ ) )
لكي لا أطيل عليكم سأبدأ بإيجاز والله هو المعين وولي التوفيق. .
لكي تترجم فكرة دعوية إلى واقع مشاهد ملموس. . اتبع الخطوات الآتية:
1 - استعن بالله ولا تقل مستحيل. .
إذ أن الله سبحانه تكفل وتولى إعانة أهل الصلاح.
2 - اجعل هذه الآية والحديث أمام ناظريك
قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
3 - حدد ما مجال المشروع
وأعني به كيف يغذي الهدف الأول وهو الدعوة. . سوءٌ كان اجتماعي أو تثقيفي أو وقائي.
4 - انظر ما مدى انتشار الفكرة:
وأعني بِها النظر إلى هل سبقني أحد إلى خدمة مجال مشروعي أو فكرتي. . وإن وجد
ما مدى انتشارها و ما إيجابيات التجربة وسلبياتها.
5 - دراسة تقبل المجتمع لهذه الفكرة بجميع طبقاته:
(العامي و المتعلم – المثقف والجاهل – صاحب المركز المرموق و من هو دونه)
6 - البدء في الدراسة الفعلية للفكرة:
وأعني بها وضع الخطط الإستراتيجية للفكرة وما مراحل التطور للفكرة واستشارة أهل الخبرة في المجال.
7 - تقسيم المهام بين فريق العمل:
فيتخصص شخص في المتابعة الإعلامية والآخر في جمع المواد و آخر في التنسيق وآخر في جمع الموارد المالية ومجموعة في العصف الذهني لاستخراج الأفكار وسُبل إيصال الفكرة الأم , ويحدد لكل مجموعة وقت زمني دقيق ليلتزم به الجميع.
مخرج:
وبعد هذه الخطوات الثمان نكون قد ترجمنا المأمول إلى واقع والفكرة إلى عمل ولا شك أنه من المتطلبات مواكبة التقنية في المجال المقصود و وانتقاء العاملين بدقة و وضع مسئول إداري حكيم ليدرس القرار قبل اتخاذه والبعد عن الفوضوية في العمل و التدخل في مجالات البعض (جبريًا ) أما المشورة فمطلوبة , و احرص على إيجاد سياسة لتطوير عملك فمتى رضيت بما قدمت وما توصلت إليه بدأت في الهبوط.
ثم اعلم يا من رمت الإبحار في محيط الدعوة أن الثمرة قد لا تجنيها أنت أو حتى لا تراها أنت ولا من معك لكن تيقن أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا
واعمل ولا تُعجب بعملك وتذكر أن الفاروق بذل نصف ماله و الصديق بذل ماله كله و عمار بذل عمرة للدين والدعوة ومحمد عليه السلام هو من أوصل الدين ولم يمتن بعمله , فلا تُعجب بصنعك.
أسأل الله أن يجعلني وإياك مباركين وأن يجعلنا مفاتيح للخير جند من جنود الدعوة
وأن يكفيني وإياك شر أنفسنا من سمعة ورياء. . أنه قريبًا مجيبا
الكاتب: عبدالله بن عبدالرحمن آل محسن
المصدر: منتديات ستار